سيناريو فيلم "الظل الأخير"

"الظل الأخير" هو فيلم قصير يحمل في طياته قصة إنسانية عميقة عن الصراع النفسي والتصالح مع الماضي. يحكي الفيلم عن عمر، شاب في الثلاثينيات من عمره، يعاني من شعور بالذنب بسبب حادث مأساوي أودى بحياة صديقه المقرب يوسف. منذ ذلك اليوم، عاش عمر محاصرًا بذكريات الحادث وظلال الخطأ الذي ارتكبه.

تبدأ القصة بمشاهد متقطعة من الماضي، حيث يُظهر الحادث الذي غيّر حياة عمر إلى الأبد. بعد سنوات من الهروب من المسؤولية، يقرر مواجهة الحقيقة، فيزور ليلى، أخت يوسف، التي لم تتعافَ من صدمة فقدان أخيها. يحاول عمر طلب الصفح منها، لكنها تُظهر غضبها واتهامها له بالتقصير والخيانة.

في لحظة من التأمل، يذهب عمر إلى مسجد صغير ويلتقي بأب عجوز يقدم له نصيحة حاسمة: "المغفرة تبدأ من الداخل، ومواجهة الظلال هي السبيل الوحيد للسلام." تتحول هذه الكلمات إلى دافع له لمواجهة ألمه والاعتراف بخطئه.

يختتم الفيلم بمشهد مؤثر على شاطئ البحر، حيث يكتب عمر رسالة اعتذار موجهة إلى صديقه الراحل ويضعها في زجاجة قبل أن يرميها في المحيط، وكأنه يحرر نفسه من أعباء الماضي. المشهد يُظهر ألوان الغروب الدافئة، في إشارة إلى بداية جديدة مليئة بالأمل والسلام الداخلي.

"الظل الأخير" ليس مجرد قصة عن مواجهة الأخطاء، بل هو رحلة إنسانية للتصالح مع الذات والغفران، حيث يقدم رسالة عميقة عن الشجاعة في مواجهة الماضي وأهمية المسامحة لتحرير النفس من قيود الذنب.